نَجْوى) (١) أي يتناجون وقال : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ) (٢) وقال في المصدر (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ) (٣) وقال الشاعر :
بني بدا خبّ نجوى الرجال |
|
(وك) (٤) عند سرّك خبّ النجيّ (٥) |
والنجوى والنجيّ في هذا البيت بمعنى المناجاة ، وجمع النجيّ أنجية ، قال لبيد :
وشهدت أنجية الإفاقة عاليا |
|
كعبي وأرداف الملوك شهود (٦) |
وقال آخر :
إنّي إذا ما القوم كانوا أنجيه |
|
واضطربت أعناقهم كالأرشية |
هناك أوصيني ولا توصي به (٧). |
(قالَ كَبِيرُهُمْ) يعني في العقل والعلم لا في السنّ وهو شمعون ، وكان رئيسهم ، قاله مجاهد ، وقال قتادة والسدّي والضحاك وكعب : هو روبيل وكان أسنّهم وهو ابن خالة يوسف ، وهو الذي نهى إخوته عن قتله ، وهب والكلبي : يهودا ، وكان أعقلهم ، محمد بن إسحاق : لاوي.
(أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ) عهدا من الله (وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ) اختلفوا في محلّ ما فقال بعضهم : هو نصب إيقاع العلم عليه يعني : ألم تعلموا من قبل فعليكم بهذه تفريطكم في يوسف؟ وقيل : هو في محلّ الرفع على الابتداء ، وتمام الكلام عند قوله : (مِنَ اللهِ) يعني : ومن قبلي هذا تفريطكم في يوسف ، فيكون ما مرفوعا يخبر [....] الصفة وهو قوله : (وَمِنْ قَبْلُ) ، وقيل : (ما) صلة ، ويعني ومن هذا (فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ) أي قصّرتم وضيّعتم ، وقيل : رفع على الغاية.
(فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ) التي أنا بها وهي أرض مصر (حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي) بالخروج منها (أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي) بالخروج منها وترك أخي بنيامين بها أو معه ، وإلّا فإنّي غير خارج منها ، وقال أبو صالح : (أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي) بالسيف فأحارب من حبس أخي بنيامين.
(وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) أفضل وأعدل من يفصل بين الناس.
__________________
(١) سورة الإسراء : ٤٧.
(٢) سورة المجادلة : ٧.
(٣) سورة المجادلة : ١٠.
(٤) في المصدر : فكن.
(٥) تفسير الطبري : ١٣ / ٤٤.
(٦) لسان العرب : ٩ / ١١٧.
(٧) تفسير القرطبي : ٩ / ٢٤١.