سورة الرعد
مدنية
قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : إنّها مكّيّة إلّا آيتين ، قوله : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا) ، وقوله (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ).
وهي ثلاثة آلاف وخمسمائة وست أحرف وثمان و [..........] (١) وخمسون كلمة وثلاث وأربعون آية.
سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة الرعد أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كلّ سحاب مضى وكلّ سحاب يكون إلى يوم القيامة ، وكان يوم القيامة من الموفين بعهد الله عزوجل» [١٣٠] (٢).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١) اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (٢) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٣) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٤))
(المر) قال ابن عباس : معناه : أنا الله أعلم وأرى (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) يعني تلك الأخبار التي قصصناها عليك آيات التوراة والإنجيل والكتب المتقدّمة (وَالَّذِي أُنْزِلَ) يعني وهذا القرآن الذي أنزل (إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) هو (الْحَقُ) فاعتصم به واعمل بما فيه ، فيكون محلّ (الَّذِي) رفعا على الابتداء و (الْحَقُّ) خبره ، وهذا كلّه معنى قول مجاهد وقتادة ، ويجوز أن يكون محلّ
__________________
(١) كلمة غير مقروءة.
(٢) تفسير مجمع البيان : ٦ / ٥.