وقال آخر :
قمر القبائل خالد بن يزيد (١)
وقال آخر :
إذا سار عبد الله من مرو ليلة |
|
فقد سار منها نورها وجمالها (٢) |
ويجوز أن يقال : الله سبحانه نور من جهة المدح ؛ لأنه واجد الأشياء ونور جميع الأشياء منه دون سائر الأوجه ؛ لأنّ النور المحسوس الذي هو ضدّ الظلمة لا يخلو من شعاع وارتفاع وسطوع ولموع وهذه كلّها منفيّة عن الله سبحانه لأنها من أمارات الحدث.
قالوا : ولا يجوز أن يقال : لله يا نور إلّا أن يضمّ إليه شيء كما لا يجوز أن يقال : يا بديع إلّا أن يضمّ إليه شيء كما قال الله سبحانه (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٣) (نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٤).
وقرأ علي بن أبي طالب : اللهُ نَوَّرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ على الفعل.
(مَثَلُ نُورِهِ) اختلفوا في هذه الكناية فقال بعضهم : هي عائدة الى المؤمن أي (مَثَلُ نُورِهِ) في قلب المؤمن حيث جعل الإيمان والقرآن في صدره.
روى الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب في هذه الآية قال : بدا بنور نفسه فذكره ثمّ ذكر نور المؤمن فقال (مَثَلُ نُورِهِ) وهكذا كان يقرأ أبي : مثل نور من آمن به ، وقال ابن عباس والحسن وزيد بن أسلم وابنه : أراد بالنور القرآن ، وقال كعب وسعيد بن جبير : هو محمد صلىاللهعليهوسلم ومثله روى مقاتل عن الضحاك ، أضاف هذه الأنوار إلى نفسه تفضيلا ، وروى عطيّة عن ابن عباس قال : يعني بالنور الطاعة ، يسمّي طاعته نورا ثمّ ضرب لها مثلا.
(كَمِشْكاةٍ) قال أهل المعاني : هذا من المقلوب أي كمصباح في مشكوة وهي الكوّة التي لا منفذ لها ، وأصلها الوعاء يجعل فيها الشيء ، والمشكاة : وعاء من أدم يبرّد فيه الماء ، وهي على وزن مفعلة كالمقراة والمصفاة. قال الشاعر :
__________________
(١) تفسير القرطبي : ١٢ / ٢٥٥.
هلّا خصصت من البلاد بمقصد |
|
تمرّ القبائل خالد بن يزيد |
فتح القدير : ٤ / ٣٢.
هلّا قصدت من البلاد لمفضل |
|
قمر القبائل خالد بن يزيد |
(٢) تفسير القرطبي : ١٢ / ٢٥٥.
(٣) سورة البقرة : ١١٧.
(٤) سورة النور : ٣٥.