وحتى رأينا أحسن الود بيننا |
|
مساكنة لا يقرف الشر قارف (١) |
ينشد رفعا وجزما ، ومن الجزم قول الراجز :
لطال ما حلأتماها لا ترد |
|
فخليّاها والسجال تبترد (٢) |
(حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ فَيَأْتِيَهُمْ) قراءة العامة بالياء يعنون العذاب.
أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حنش قال : أخبرنا أبو العباس عبد الرّحمن بن محمد ابن حماد الطهراني قال : أخبرنا أبو زكريا يحيى بن الفضل الحرمي قال : حدّثنا وهب بن عمرو النمري قال : أخبرنا هارون بن موسى العتكي قال : حدّثنا الحسام عن الحسن أنه قرأ (فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً) بالتاء فقال له رجل : يا أبا سعيد إنما يأتيهم العذاب بغتة فانتهره الحسن وقال : إنّما هي الساعة.
(وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ).
قال مقاتل : فقال المشركون : يا محمد إلى متى توعدنا بالعذاب؟ فأنزل الله عزوجل (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ) في الدنيا ولم نهلكهم (ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ) يعني العذاب (ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ) رسل ينذرونهم (ذِكْرى) أي ينذرونهم تذكرة محلّها نصب ، وقيل رفع أي تلك ذكرى.
(وَما كُنَّا ظالِمِينَ) في تعذيبهم حيث قدّمنا الحجّة عليهم وأعذرنا إليهم.
(وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ) بل نزل به الروح الأمين ، وقراءة العامّة (الشَّياطِينُ) بالياء في جميع القرآن لأن نونه سنخية وهجاؤه واحد كالدهاقين والبساتين.
وقرأ الحسن البصري ومحمد بن السميدح اليماني : الشياطون بالواو وقال الفراء : غلط الشيخ يعني الحسن فقيل : ذلك النضر بن شميل فقيل : إن جاز أن يحتج يقول العجاج ورؤبة ودونهما فهلّا جاز أن يحتج بقول الحسن وصاحبه؟ مع إنّا نعلم أنهما لم يقرءا ذلك إلّا وقد سمعا فيه.
وقال المؤرّخ : إن كان اشتقاق الشياطين من شاط يشيط كان لقراءتهما وجه.
وأخبرني عمر بن شبّه قال : سمعت أبا عبيد يقول : لم نعب على الحسن في قراءته إلّا قوله : وما تنزّلت به الشياطون.
وبإسناده عن عمر بن شبّه قال : حدّثنا أبو حرب البابي من ولد باب قال : جاء أعرابي إلى
__________________
(١) جامع البيان للطبري : ٢٣ / ٤٨.
(٢) لسان العرب : ١ / ٥٩.