ابن عمران وموسى بن عمران عليهمالسلام ، فموسى على قول ابن إسحاق : ابن اخي قارون وقارون عمه لأبيه وأمه ، قال قتادة : وكان يسمّى المنوّر لحسن صورته ولم يكن في بني إسرائيل أقرأ للتوراة منه ، ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري.
(فَبَغى عَلَيْهِمْ) أخبرني ابن فنجويه ، قال : حدّثنا موسى بن محمد ، قال : حدّثنا الحسن بن علوية ، قال : حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، عن المسيّب (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ) قال : كان عاملا لفرعون على بني إسرائيل وكان يبغي عليهم ويظلمهم ، قال ابن عباس : كان فرعون قد ملّكه على بني إسرائيل حين كان بمصر ، سعيد ، عن قتادة : (فَبَغى عَلَيْهِمْ) بكثرة ماله وولده ، سفيان (١) عنه : بالكبر والبذخ ، عطاء الخراساني وشهر بن حوشب : زاد عليهم في الثياب شبرا (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ) وهي جمع المفتح ، وهو الذي يفتح به الباب (لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ) أي لتثقل بهم إذا حملوها لثقلها ، يقال : ناء ينوء نوءا إذا نهض بثقل ، قال الشاعر :
تنوء بأخراها فلأيا قيامها |
|
وتمشي الهوينا عن قريب فتبهر (٢) (٣) |
واختلفوا في مبلغ عدد العصبة في هذا الموضع ، فقال مجاهد : ما بين العشرة إلى خمسة عشر ، قتادة : ما بين العشرة إلى أربعين ، أبو صالح : أربعون رجلا ، عكرمة منهم من يقول : أربعون ، ومنهم من يقول : سبعون ، الضحّاك عن ابن عباس : ما بين الثلاثة إلى العشرة ، وقيل : ستون.
روى جرير ، عن منصور ، عن خيثمة ، قال : وجدت في الإنجيل أنّ مفاتيح خزائن قارون توقر ستين بغلا غرّاء محجّلة ، ما يزيد منها مفتاح على إصبع ، لكل مفتاح منها كنز (٤) ، مجاهد : كانت المفاتيح من جلود الإبل ، ويقال : كان قارون [أينما] ذهب يحمل معه مفاتيح كنوزه ، وكانت من حديد ، فلمّا ثقلت عليه جعلت من خشب ، فثقلت عليه فجعلها من جلود البقر على طول الأصابع ، وكانت تحمل معه إذا ركب على أربعين بغلا.
وقال بعضهم : أراد بالمفاتيح الحرّاس (٥) وإليه ذهب أبو صالح. وروى حصين ، عن أبي زرين قال : لو كان مفتاح واحد لأهل الكوفة كان كافيا إنّما يعني كنوزه ، فإن قيل : فما وجه قوله : (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) (٦) وإنّما العصبة هي التي تنوء بها ، قيل فيه قولان : أحدهما
__________________
(١) في نسخة أصفهان : شيبان.
(٢) في نسخة أصفهان : فنبهر.
(٣) غريب الحديث : ١ / ٣٢١.
(٤) في نسخة أصفهان : كثره.
(٥) في نسخة أصفهان : الخزائن.
(٦) في نسخة أصفهان : أولي القوة.