الوحاضي ، عن موسى بن أعين قال : سمعت سفيان يقول في قوله عزوجل : (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) يقول : صياح كلّ شيء تسبيح لله عزوجل إلّا الحمار. وقيل : لأنّه ينهق بلا فائدة.
أخبرني الحسين بن محمد بن فنجويه عن محمد بن الحسين بن بشر قال : أخبرني أبو بكر ابن أبي الخصيب ، عن عبد الله بن جابر ، عن عبد الله بن الوليد الحراني ، عن عثمان بن عبد الرحمن ، عن عنبسة بن عبد الرحمن ، عن محمد بن زادان ، عن أمّ سعد قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله عزوجل يبغض ثلاثة أصوات : نهقة الحمار ، ونباح الكلب ، والداعية بالحرب» [١٨٤].
فصل في ذكر بعض ما روي من حكم لقمان
أخبرنا عبد الله بن حامد الوزّان الأصفهاني ، عن أحمد بن شاذان ، عن جيغويه بن محمد [عن صالح بن محمد] عن إبراهيم بن أبي يحيى ، عن محمد بن عجلان قال : قال لقمان : ليس مال كصحّة ، ولا نعيم كطيب نفس.
وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الدينوري ، عن عمر بن أحمد بن القاسم النهاوندي ، عن محمد بن عبد الغفّار الزرقاني ، عن أبو سكين زكريا بن يحيى بن عمر بن [حفص (١)] عن عمّه أبي زجر بن حصن ، عن جدّه حميد بن منهب قال : حدّثني طاوس ، عن أبي هريرة قال : مرّ رجل بلقمان والناس مجتمعون عليه فقال : ألست بالعبد الأسود الذي كنت راعيا بموضع كذا وكذا؟ قال : بلى. قال : فما بلغ بك ما أرى؟ قال : صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وترك ما لا يعنيني.
وأخبرني الحسين بن محمد قال : أخبرني أبو الحسين بكر بن مالك القطيعي ، عن عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، عن أبيّ ، عن وكيع قال : أخبرني أبو الأشهب ، عن خالد الربعي قال : كان لقمان عبدا حبشيّا نجّارا ، فقال له سيّده : اذبح لنا شاة ، فذبح له شاة ، فقال له : ائتني بأطيب المضغتين فيها ، فأتاه باللسان والقلب. فقال : ما كان فيها شيء أطيب من هذا؟ قال : لا ، قال : فسكت عنه ما سكت ، ثمّ قال له : اذبح لنا شاة ، فذبح شاة ، فقال : ألق أخبثها مضغتين ، فرمى باللسان والقلب ، فقال : أمرتك أن تأتيني بأطيبها مضغتين فأتيتني باللّسان والقلب وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين فألقيت اللسان والقلب؟! فقال : لأنّه ليس شيء بأطيب منهما إذا طابا وأخبث منهما إذا خبثا.
__________________
(١) في نسخة أصفهان : حصن.