|
في بيان معنى الاسلام والايمان اللذين بهما ينال العهد غاية الرضوان ، وعليهما يكون المدار وبوجودهما تترتب الاثار. |
دعاني إلى بيانهما اقناع أهل العصبية والتنديد بهؤلاء المرجفين على حمية الجاهلية ، فاقول : أجمع اخواننا أهل السنة على أن الاسلام والايمان عبارة عن الشهادتين ، والتصديق بالبعث ، والصلوات الخمس إلى القبلة ، وحج البيت ، وصيام الشهر ، والزكاة والخمس المفروضين (١). وبهذا تعلن الصحاح الستة وغيرها.
ففي البخاري بسنده قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : من شهد أن لا إله إلا الله واستقبل قبلتنا وصلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم له ما للمسلم وعليه ما على المسلم.
__________________
(١) وربما بعضهم فرق بين الاسلام والايمان بفارق اعتباري ، والذي يظهر من قوله تعالى : ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا ) أن الاسلام عبارة عن مجرد الدخول في الدين والتسليم لسيد المرسلين وان الايمان عبارة عن اليقين الثابت في قلوب المؤمنين مع الاعتراف به في اللسان ، فيكون على هذا أخص من الاسلام ، ونحن نعتبر فيه الولاية مضافاً إلى ذلك ـ فافهم.