وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم » (٨٥) وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « حرب علي حربي وسلمه سلمي » إلى غير ذلك من الصحاح التي لا حاجة إلى ايرادها لتواترها بين المسلمين.
وعذروه أيضاً في لعنه بقنوت الصلاة رجالاً اذهب عنهم الرجس محكم التنزيل وهبط بتطهيرهم جبرائيل وباهل بهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمر ربه الجليل ، أولئك الذين فرض الله مودتهم وأوجب الرسول ولايتهم ، وهم أحد الثقلين اللذين لا يضل من تمسك بهما ولا يهتدي إلى الله من ضل عنهما ، الا وهم امير المؤمنين أخو الرسول ووليه وصاحب العناء بتأسيس دينه ووصيه ومن شهد الرسول بأنه يحب الله ورسوله ، وانه منه بمنزلة هارون من موسى ، وولداه سبطا رسول الله وريحانتاه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ولعن معهم عبد الله بن عباس حبر هذه الأمة ، مع ما علم من وجوب تعظيمهم بحكم الضرورة من دين الاسلام وما ثبت بالعيان من شرف مقامهم لدى سيد الانام ، وكيف لا يكونون كذلك وهم أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة.
وما اكتفى بذلك حتى أمر بلعن امير المؤمنين عليهالسلام في كل كورة وترك ذلك سنة على أعوادها في كل عيد وجمعة ، وما زالت الخطباء في جميع الانحاء تعد تلك البدعة المكفرة جزء من الخطبة إلى سنة ٩٩ فأزالها خير بني مروان عمر بن عبد العزيز ، وهذا كله معلوم بالضرورة مقطوع فيه بحكم البداهة قد أجمع أهل العلم على صدوره واتفقت كلمة أهل السير على نقله فراجع ما شئت من كتب الأخبار لتعلم ان المسألة كضوء النهار.
__________________
(٨٥) واخرج احمد بن حنبل من حديث ابي هريرة في صفحة ٤٤٢ من الجزء الثاني من مسنده ان رسول الله (ص) نظر إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال : انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.