قد زنى فارجمه. قال : ما كنت لأرجمه ، فانه تأول فأخطأ. قال : إنه قتل مسلماً فاقتله به. قال : ما كنت لاقتله به ، إنه تأول فأخطأ. فلما أكثر عليه قال : ما كنت لأشيتم سيفاً سلّه الله تعالى ، وودى مالكاً من بيت المال وفك الأسرى والسبايا من آله. وهذه واقعة من المسلمات ، لا ريب في صدورها من خالد (١٤) وقد ذكرها محمد بن جرير الطبري في تاريخه وابن الأثير في كامله ، ووثيمة بن موسى بن الفرات والواقدي في كتابيهما ، وسيف بن عمر في كتاب الردة والفتوح ، والزبير بن بكار في الموفقيات ، وثابت بن قاسم في الدلائل ، وابن حجر العسقلاني في ترجمة مالك من إصابته ، وابن الشحنة في روضة المناظر ، وأبو الفداء في المختصر ، وخلق كثير من المتقدمين والمتأخرين ،
__________________
منه صفحة ١٦ و ٢٣.
(١٤) وله واقعة أخرى أيام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك انه بعثه إلى بني جذيمة داعيا ولم يبعثه مقاتلا ، وكانت جذيمة قتلت في الجاهلية عمه الفاكه بن المغيرة ، فلما ورد عليهم قال لهم : ضعوا سلاحكم فان الناس قد اسلموا ، فوضعوا سلاحهم فأمر بهم فكتفوا ثم عرضهم على السيف وقتل منهم مقتلة عظيمة ، فلما انتهى الخبر إلى النبي (ص) رفع يده إلى السماء فقال « كما في باب بعث خالد بن الوليد إلى جذيمة من كتاب المغازي من صحيح البخاري في صفحة ٤٧ من جزئه الثالث » : اللهم اني ابرأ اليك مما صنع خالد ـ مرتين.
ثم أرسل علياً « كما في كامل ابن الاثير وغيره » ومعه مال ، وأمره ان ينظر في أمرهم فودى لهم الدماء والاموال حتى انه ودى ميلغة الكلب ، وبقي معه من المال فضلة ، فقال لهم : هل بقي لكم مال أو دم لم يود ؟ قالوا : لا. قال : فاني أعطيكم هذه البقية احتياطاً لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ففعل ثم رجع فاخبر النبي (ص) فقال اصبت واحسنت.
هذا ما نقله جميع المؤرخين وكل من ترجم خالداً ، حتى قال ابن عبد البر بعد ان ذكر هذا الخبر عنه في ترجمته من الاستيعاب ، ما هذا لفظه : وخبره في ذلك من صحيح الاثر ا ه.