ونقل عن «المبسوط» و «الخلاف» ، وعن ابن الجنيد أيضا القول بعدم الانعقاد (١).
ومال إليه المقدّس الأردبيلي رحمهالله (٢) ، إلّا أنّ المنقول عن الشيخ أنّه قال بأنّ النهي يقتضي الفساد (٣).
وأمّا المقدّس رحمهالله ، فنظره إلى ما ذكرناه من أنّ المحرّم شرعا لم يثبت من دليل صحّته شرعا (٤) ، ويمكن إرجاع كلام الشيخ أيضا إليه ، ولا بدّ من ملاحظة كلامه.
قوله : (والسفر). إلى آخره.
نقل عن «التذكرة» و «المنتهى» حكاية إجماع الشيعة على حرمة إنشاء السفر بعد زوال الشمس يوم الجمعة على من وجب عليه الجمعة بالوجوب العيني قبل أن يصلّيها (٥).
واستدلّ عليها أيضا في «التذكرة» بقوله صلىاللهعليهوآله : «من سافر من دار إقامته يوم الجمعة دعت عليه الملائكة ، لا يصحب في سفره ، ولا يعان على حاجته» (٦) ، فإنّ الوعيد لا يترتّب على المباح ، وبأنّ ذمّته مشغولة بالفرض ، والسفر مستلزم للإخلال به ، فلا يكون سائغا (٧).
__________________
(١) نقل عنهم في مختلف الشيعة : ٢ / ٢٣٦ ، لاحظ! المبسوط : ١ / ١٥٠ ، الخلاف : ١ / ٦٣١ المسألة ٤٠٤.
(٢) مجمع الفائدة والبرهان : ٢ / ٣٧٩.
(٣) المبسوط : ١ / ١٥٠.
(٤) راجع! الصفحة : ١١٣ من هذا الكتاب.
(٥) نقل عنهما في ذخيرة المعاد : ١١٣ ، لاحظ! تذكرة الفقهاء : ٤ / ١٧ المسألة ٣٨٠ ، منتهى المطلب : ٥ / ٤٥٧.
(٦) كنز العمّال : ٦ / ٧١٥ الحديث ١٧٥٤٠.
(٧) تذكرة الفقهاء : ٤ / ١٧ مع اختلاف يسير.