كونها بمعناها. مع أنّ الكلّ عن يونس بن عبد الرحمن ، وباقي السند أيضا متّحد إلّا قليلا ، وعبد الله بن سنان من مشايخه ورجاله.
والحكاية مع كونها واحدة في الكلّ منحصرة فيها. إلى غير ذلك من مقرّبات الاتّحاد ، ومنها أنّها لو لم تكن متّحدة ، فكيف كانت تقتصر في كلّ واحدة منها على ذكر نفسها؟ مع أنّه سمع الصورتين الاخريين ، مع مخالفتهما لها ، بل الارتباط في الجملة داع إلى الذكر ، فضلا عن مثل هذا.
مع أنّك عرفت أنّ السند واحد إلّا واحدا فكيف يجوّز العقل صدور هذا الأمر العجيب الغريب بل القبيح الفضيح عن كلّ واحد واحد؟ سيّما مع وثاقته وعدالته واعتباره وجلالته ، مع أنّ كلّهم كذلك حتّى إسماعيل بن مرار ، كما عرفت.
فظهر أنّ مستندهم لا غبار عليه تامّ من وجوه متعدّدة ، صحيح على قانون الفقهاء ، وظهر أيضا أنّ معظمهم على عدم الفرق بين العشرة في المنزل ، والعشرة المنويّة في غيره.
وظهر أيضا ممّا ذكرنا ضعف ما قوّاه بعض المتأخّرين من العمل بمقتضى ما يظهر عنده من الصحيحة من جهة صحّة السند ، وعدم العمل بالروايتين (١) ، لما ذكرناه في الرواية الاولى وأجبنا عنه ، ولضعف الأخيرة بالإرسال ، وكون إسماعيل بن مرار مجهولا ، وقد عرفت أنّه ليس بمجهول ، وأمّا الإرسال ، فمن يونس بن عبد الرحمن ، وهو ممّن أجمعت العصابة (٢) ، مع ما عرفت من ظهور كون بعض رجاله عبد الله. مع أنّ الانجبار بموافقة المشهور لو لم نقل بالإجماع يكفي ، بل ظهر أنّها مستندهم ، بل ظهر اتّحاد الثلاث ، فظهر صحّتها سندا أيضا ، إلى غير ذلك من
__________________
(١) ذخيرة المعاد : ٤١٠.
(٢) رجال الكشّي : ٢ / ٨٣٠ الرقم ١٠٥٠.