يذهب الكسوف» (١) والذهاب ظاهره الانجلاء التام ، وصحيحة معاوية بن عمّار : «إذا فرغت قبل الانجلاء فأعد» (٢).
ولو خرج الوقت بالأخذ فيه لما استحبّ الإعادة بعده ، كما لا يستحبّ الإعادة بعد الانجلاء التام.
ولما ورد في «العلل» ـ من أنّ الانكساف يشبه آيات الساعة ، فأمرنا بتذكّر القيامة عند مشاهدتها ، والرجوع إلى الله ، والفزع إلى المساجد ـ «لأنّه من آيات الله تعالى لا يدري الرحمة ظهرت أم لعذاب ، فأحبّ النبي صلىاللهعليهوآله أن تفزع امّته إلى خالقها ليصرف عنهم شرّها ، ويقيهم مكروهها ، كما صرف عن قوم يونس عليهالسلام» (٣).
وأيضا ربّما يظهر ذلك من الأخبار الواردة في فوت تلك الصلاة ووجوب القضاء وعدم وجوبه ، وسنذكرها ، ومرّ ما ذكرناه عن «قرب الإسناد» (٤) ، ويؤيّده أيضا رواية «المجالس» التي ذكرناها (٥).
واستدلّ للقائلين بالأخذ في الانجلاء ، بما رواه جماعة ، عن الصادق عليهالسلام قال : ذكر عنده انكساف الشمس وما يلقي الناس من شدّته ، فقال : «إذا انجلى منه شيء فقد انجلى» (٦).
والدلالة لا تخلو عن ضعف ، لاحتمال إرادة تساوي الحالين في زوال الشدّة.
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٩١ الحديث ٨٧٦ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٤٩٨ الحديث ٩٩٥٦.
(٢) تهذيب الأحكام : ٣ / ١٥٦ الحديث ٣٣٤ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٤٩٨ الحديث ٩٩٥٥ مع اختلاف يسير.
(٣) علل الشرائع : ٢٦٩ الحديث ٩ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٤٨٣ الحديث ٩٩١٦ مع اختلاف يسير.
(٤) راجع! الصفحة : ٤٤٤ من هذا الكتاب.
(٥) وسائل الشيعة : ٧ / ٤٨٧ الحديث ٩٩٢٧ ، راجع! الصفحة : ٤٣٣ من هذا الكتاب.
(٦) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣٤٧ الحديث ١٥٣٥ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٩١ الحديث ٨٧٧ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٤٨٨ الحديث ٩٩٣١ مع اختلاف يسير.