حرب ، عن حزم ، عن عروة عن عائشة في قوله : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) قالت : منهم طلحة بن عبيد الله ثبت مع رسول الله صلّى الله عليه حتى أصيبت يده ، فقال رسول الله صلّى الله عليه : أوجب طلحة الجنّة.
وبإسناده عن صالح عن مسلم بن خالد عن عبد الله بن أبي نجيح أنّ طلحة بن عبيد الله يوم أحد كان محتصنا للنبيّ عليهالسلام في الخيل وقد بهر النبيّ صلّى الله عليه قال : فجاء سهم عابر متوجّها إلى النبيّ صلّى الله عليه فاتّقاه طلحة بيده فأصاب خنصره فقال : [حس] ثمّ قال : بسم الله ، فقال النبيّ عليهالسلام : «لو أنّ بها بدأت لتخطفتك الملائكة حتى تدخلك الجنّة» (١).
وروى معاوية بن إسحاق ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة أمّ المؤمنين قالت : إنّي لفي بيتي ورسول الله صلّى الله عليه وأصحابه في الفناء وبيني وبينهم الستر إذ أقبل طلحة فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من سرّه أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد (قَضى نَحْبَهُ) فلينظر إلى طلحة» [٩] (٢).
وأخبرني أبو عبد الله بن فنجويه قال : أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه بن قهرويه قال : أخبرني أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن عبد الجبّار الصوفي ، عن محمد ابن عبّاد الواسطي ، عن مكي بن إبراهيم ، عن الصلت بن دينار ، عن ابن نضر ، عن جابر ، عن أبي عبد الله قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه يقول : «من سرّه أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله».
(لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً. وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) من قريش وغطفان (بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً) نصرا وظفرا (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بالملائكة والريح (وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً).
قوله عزوجل : (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ) يعني عاونوا الأحزاب من قريش وغطفان على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأهل الإيمان وهم بنو قريظة ، وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لمّا أصبح من الليلة التي انصرف الأحزاب راجعين إلى بلادهم ، وانصرف عليهالسلام والمسلمون من الخندق راجعين إلى المدينة ، ووضعوا السلاح ، فلمّا كان الظهر أتى جبرائيل رسول الله صلّى الله عليه [معتما] بعمامة من إستبرق على بغلة عليها رحالة ، عليها قطيفة من ديباج ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم عند زينب بنت جحش ، وهي تغسل رأسه وقد غسلت شقّة فقال : قد وضعت السلاح يا رسول الله؟ قال :
__________________
(١) الطبقات الكبرى : ٣ / ٢١٧.
(٢) مجمع الزوائد ٩ / ١٤٨.