من بني الحرث بن تيم الله يقال له : (مجمع) ، قال : دخلت مع أمّي على عائشة ، فسألتها امّي ، فقالت : أرأيت خروجك يوم الجمل؟ قالت : إنه كان قدرا من الله سبحانه ، فسألتها عن علي ، فقالت : تسأليني عن أحبّ النّاس كان إلى رسول الله صلّى الله عليه ، وزوج أحبّ الناس كان إلى رسول الله ، لقد رأيت عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا جمع رسول الله صلّى الله عليه بثوب عليهم ثمّ قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.
قالت : فقلت : يا رسول الله أنا من أهلك؟ قال : تنحّي فإنّك إلى خير.
وأخبرني الحسين بن محمّد عن أبي حبيش المقرئ قال : أخبرني أبو القاسم المقرئ قال : أخبرني أبو زرعة ، حدّثني عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة ، أخبرني ابن أبي فديك حدّثني ابن أبي مليكة عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيّار عن أبيه ، قال : لمّا نظر رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الرحمة هابطة من السماء قال : من يدعو؟ مرّتين ، فقال زينب (١) : أنا يا رسول الله ، فقال : أدعي لي عليّا وفاطمة والحسن والحسين. قال : فجعل حسنا عن يمناه وحسينا عن يسراه وعليّا وفاطمة وجاهه ثمّ غشاهم كساء خيبريّا. ثمّ قال : اللهم لكلّ نبيّ أهل ، وهؤلاء أهلي ، فأنزل الله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) الآية.
فقالت زينب : يا رسول الله ألا أدخل معكم؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه : «مكانك فإنّك إلى خير إن شاء الله» [١٣] (٢).
وأخبرني الحسين بن محمد عن عمر بن الخطّاب عن عبد الله بن الفضل قال : أخبرني أبو بكر بن أبي شيبة عن محمّد بن مصعب عن الأوزاعي ، عن عبد الله بن أبي عمّار قال : دخلت على وائلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليّا فشتموه فشتمته ، فلمّا قاموا قال لي : أشتمت هذا الرجل؟ قلت : قد رأيت القوم قد شتموه فشتمته معهم.
فقال : ألا أخبرك ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه؟ قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت : توجّه إلى رسول الله صلّى الله عليه فجلست فجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعه علي والحسن والحسين كلّ واحد منهما آخذ بيده حتى دخل ، فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كلّ واحد منهما على فخذه ، ثمّ لفّ عليهم ثوبه أو قال كساءه ، ثمّ تلا هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ثمّ قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحقّ.
__________________
(١) كما هو ملاحظ أن القائلة تارة أم سلمة وأخرى زينب وفي بعض الروايات عائشة وقد فسّر ذلك العلماء ـ منهم ابن حجر والسمهوري ـ أن الآية نزلة عدة مرات في بيت فاطمة وأمّ سلمة وزينب وعائشة ، وقد فصلت ذلك مع ما يتعلق بالآية في كتاب طهارة آل محمد صلىاللهعليهوسلم.
(٢) مسند أحمد : ٦ / ٣٠٤ ، سنن الترمذي : ٥ / ٣٦١.