في الأسواق. وقال عكرمة : أخبرت أنّه كان في الحرف الأوّل : وهو أبوهم.
أخبرني أبو عبد الله بن فنجويه الدينوري قال : أخبرني أبو بكر بن مالك القطيعي ، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبي قال : أخبرني أبو عامر وشريح قالا : قال [فليح] بن سليمان ، عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عميرة ، عن النبيّ صلّى الله عليه ، قال : «ما من مؤمن إلّا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة ، اقرؤا إن شئتم (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) فأيّما مؤمن هلك (١) وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا ، وإن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فإنّي أنا مولاه» [٥] (٢).
(وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) يعني كأمّهاتهم في الحرمة ، نظيره قوله تعالى : (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) (٣) أي كالسماوات ، وإنّما أراد الله تعالى تعظيم حقّهن وحرمتهن ، وإنّه لا يجوز نكاحهن لا في حياة النبيّ صلّى الله عليه إن طلّق ولا بعد وفاته ، هنّ حرام على كلّ مؤمن كحرمة أمّه ، ودليل هذا التأويل أنّه لا يحرم على الولد رؤية الأمّ ، وقد حرّم الله رؤيتهنّ على الأجنبيين ، ولا يرثنّهم ولا يرثونهنّ ، فعلموا أنّهن أمّهات المؤمنين من جهة الحرمة ، وتحريم نكاحهنّ عليهم.
روى سفيان ، عن خراش ، عن الشعبي ، عن مسروق قال : قالت امرأة لعائشة : يا أمّاه ، فقالت : أنا لست بأمّ لك إنّما أنا أمّ رجالكم.
قوله : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) يعني في الميراث.
قال قتادة : كان المسلمون يتوارثون بالهجرة ، وكان لا يرث الأعرابي المسلم من المهاجر شيئا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وخلط المؤمنين بعضهم ببعض فصارت المواريث بالملك والقرابات.
وقال الكلبي : آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين الناس ، وكان يؤاخي بين الرجلين ، فإذا مات أحدهما ورثه الباقي منهما دون عصبته وأهله ، فمكثوا بذلك ما شاء الله حتّى نزلت هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الذين آخى رسول الله بينهم (وَالْمُهاجِرِينَ) فنسخت هذه الآية الموارثة بالمؤاخاة والهجرة ، وصارت للأدنى فالأدنى من القرابات ، وقيل : أراد إثبات الميراث بالإيمان والهجرة.
ثمّ قال : (إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً) يعني : إلّا أن توصوا لذوي قرابتكم من
__________________
(١) في المصدر : مات.
(٢) مسند أحمد : ٢ / ٣٣٤ ، وصحيح البخاري : ٣ / ٨٥ ط. اسلامبول ١٤٠١ ه.
(٣) سورة آل عمران : ١٣٣.