الثالث : للدلالة على الردع وإبطال ما ثبت أوّلا ، نحو : (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ) (١). فتدلّ على الحصر ، فيكون لها مفهوم ، وهذه الآية الكريمة تدلّ على انتفاء مجيئه بغير الحقّ.
٤. وهناك هيئات غير الأدوات تدلّ على الحصر ، مثل تقدّم المفعول ، نحو : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (٢). ومثل تعريف المسند إليه بلام الجنس مع تقديمه ، نحو : «العالم محمّد» ، و «إنّ القول ما قالت حذام». ونحو ذلك ممّا هو مفصّل في علم البلاغة (٣).
فإنّ هذه الهيئات ظاهرة في الحصر ، فإذا استفيد منها الحصر فلا ينبغي الشكّ في ظهورها في المفهوم ؛ لأنّه لازم للحصر لزوما بيّنا. وتفصيل الكلام فيها لا يسعه هذا المختصر.
وعلى كلّ حال ، فإنّ كلّ ما يدلّ على الحصر فهو دالّ على المفهوم بالملازمة البيّنة.
تمرينات (١٨)
١. ما معنى الحصر؟ وما المراد منه في مفهوم الحصر؟
٢. ما هي أقسام «إلاّ»؟ وأيّها يدلّ على المفهوم؟
٣. ما مقتضى الأصل فيما إذا شككنا في مورد أنّ كلمة «إلاّ» استثنائيّة أو وصفيّة؟
٤. هل كلمة «إنّما» تدلّ على الحصر؟
٥. ما هي أقسام «بل»؟ وأيّها يدلّ على المفهوم؟
__________________
(١) المؤمنون (٢٣) الآية : ٧٠.
(٢) الفاتحة (١) الآية : ٥.
(٣) راجع كتاب المطوّل : ١٦٦ ـ ١٦٩.