عقولهم فى فقه حقائق الأمور ، وأبصارهم وأسماعهم فى استنباط المعارف واستفادة العلوم ، ولا فى معرفة آيات الله الكونية وآياته التنزيلية ، وهما سبب كمال الإيمان والباعث النفسىّ على كمال الإسلام.
(وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٨٠))
تفسير المفردات
الأسماء : واحدها اسم ، وهو اللفظ الدالّ على الذات أو عليها مع صفة من صفاتها ، والجنسي : مؤنث الأحسن ، فادعوه بها. أي سمّوه ونادوه بها للثناء عليه أو للسؤال وطلب الحاجات ، وذروا : اتركوا ، والإلحاد : الميل عن الوسط حسا أو معنى ، والأول هو الأصل فيه ، ومنه لحد القبر : وهو ما يحفر فى جانب القبر مائلا عن وسطه وألحد السهم الهدف : أي مال فى أحد جانبيه ولم يصب وسطه ، ومن الثاني ألحد فلان : مال عن الحق ، سيجزون أي سيلقون جزاء عملهم.
المعنى الجملي
بعد أن بين عز اسمه فى الآية السالفة أن المخلوقين لجهنم لم يستعملوا عقولهم ومشاعرهم فى الاعتبار بالآيات والتفقه فى تزكية أنفسهم بالعلم النافع ، فأورثهم ذلك الإهمال الغفلة التامة عن صلاح أنفسهم بذكر الله وشكره والثناء عليه بما هو أهله من صفات الكمال ـ قفّى على ذلك بذكر الدواء لتلك الغفلة والوسائل التي تخرج إلى ضدها وهى ذكر الله ودعاؤه فى السر والعلن بكرة وعشيا.