فقد اتفق أهل الحق على أن أسماءه وصفاته تعالى توقيفية : أي تحتاج إلى إذن من الشارع لصحة إطلاقها عليه تعالى ، وكل ما ورد فى الكتاب والأحاديث الصحيحة دعاء ووصفا له وإخبارا عنه يصح إثباته له ، ويمنع كل ما دلت على منعه ، قال فى الكشاف كقول أهل البدو : يا أبا المكارم ، يا أبيض الوجه ، يا سخى.
(٢) ترك تسميته بما سمى به نفسه أو وصفها به أو ترك إسناد ما أسنده تعالى إلى نفسه من الأفعال بناء على أن ذلك لا يليق به تعالى أو أنه يوهم نقصا فى حقه ؛ كأن هؤلاء الملحدين أعلم منه ومن رسوله صلى الله عليه وسلم بما يليق به وما لا يليق.
(٣) تغيير أسمائه بوضعها لغيره مما عبد من دونه كاللات والعزّى.
(٤) تحريف أسمائه وصفاته تعالى عما وضعت له بضرب من التأويل ، فقد ذهب جماعة من المسلمين إلى جعل الرب القدوس الذي ليس كمثله شىء ـ كرجل من خلقه لأنه تعالى وصف نفسه بصفات يدل مجموعها على ذلك : كالسمع والبصر والكلام والوجه واليد والرجل والضحك والرضا والغضب ، وذهب آخرون إلى تأويل جميع صفاته تعالى حتى جعلوها كالعدم.
(٥) إشراك غيره فيما هو خاص به من أسمائه باللفظ كاسم الجلالة (الله) والرحمن ورب العالمين ، وما فى معناه كرب السماء والأرض أو رب الكعبة أو رب البيت (الكعبة) كما قال : «فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ».
(٦) إشراك غيره فى كمال أسمائه كمن يزعم أو يعتقد أن لغيره رحمة كرحمته ورأفة كرأفته وغير ذلك من معانى أسمائه كالمجيب مثلا كما قال تعالى : «وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ».
وبعض الذين يدعون غير الله تعالى من الموتى يعتقدون أنهم أسرع وأقرب فى إجابتهم من الله تعالى فيجمعون بذلك بين شركين : شرك دعاء غير الله مع اعتقاد