وتفصيلا لأصول الشرائع وهى أصول العقائد والآداب وأحكام الحلال والحرام
والراجح أن هذه الألواح كانت أول ما أوتيه من وحي التشريع الإجمالى. أما سائر الأحكام التفصيلية من العبادات والمعاملات المدنية والحربية والعقوبات فكانت تنزل عليه وقت الحاجة كالقرآن.
وقد اختلفوا فى عدد الألواح ، فمن مقل قال إنها اثنان ، ومن مكثر قال إنها عشرة أو سبعة.
وجاء فى التوراة فى شأن الألواح فى سفر الخروج : «قال الرب لموسى اصعد إلى الجبل وكن هنا فأعطيك لوحى الحجارة والشريعة والوصية التي كتبتها لتعلّمهم الكلمات العشر» وجاء فيها أيضا : «ثم انثنى موسى ونزل من الجبل ولوحا الشهادة فى يده. لوحان مكتوبان على جانبيهما ، من هنا ومن هناك كانا مكتوبين ، واللوحان هما صفة الله والكتاب كتابة الله منقوشة على اللوحين» وجاء فيها : «وقال الرب لموسى أكتب لك هذا الكلام لأنى بحسبه عقدت عهدا معك ومع بنى إسرائيل وأقام هناك عند الرب أربعين يوما وأربعين ليلة لم يأكل خبزا ولم يشرب ماء فكتب على اللوحين كلام العهد الكلمات العشر» ومن هذا تعلم أن ما كتبه المفسرون عن الإسرائيليات مخالفا لذلك فهو باطل ، أراد به واضعوه الكذب والافتراء ، فيجب علينا أن نمحص تلك الروايات ونحققها من كتبهم.
(فَخُذْها بِقُوَّةٍ) أي وكتبنا له فى الألواح ما ذكر وقلنا له : هذه وصايانا وأصول شريعتنا وكلياتها ، فخذها بقوة وجدّ وعزم ، ذاك أنك ستكون بها شعبا جديدا بعادات جديدة وأخلاق جديدة مخالفة فى جوهرها وصفاتها لما كان عليه من الذل والعبودية لدى فرعون وقومه ، وما كان عليه من الشرك والوثنية التي ألفها وراضت نفسه لقبولها ، فأنّي للقائد والمرشد أن يصلح ذلك الفساد ويرأب ذلك الصدع إذا لم يكن ذا عزيمة وقوة وبأس شديد وحزم فى أوامره ونواهيه؟.
(وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها) أي وأمر قومك بالاعتصام بهذه الموعظة