على الخير وعقاب على الشر ـ تحبط أعمالهم وتذهب سدى ، لأنهم عملوا لغير الله وأتعبوا أنفسهم فى غير ما يرضى الله ، فتصير أعمالهم وبالا عليهم ولا يحزون إلا جزاء ما استمروا على عمله من الكفر والمعاصي ، فأثّر فى نفوسهم وأرواحهم حتى دسّاها وأفسدها ، فقد مضت سننه تعالى بجعل الجزاء فى الآخرة أثرا للعمل مرتبا عليه كترتيب المسبب على السبب ، ولا يظلم ربك أحدا فى جزائه مثقال ذرة.
(وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ (١٤٨) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (١٤٩))
تفسير المفردات
الحلىّ (بالضم والتشديد) واحدها حلى (بالفتح والتخفيف). والعجل : ولد البقرة من العراب أو الجواميس كالحوار لولد الناقة والمهر لولد الفرس ، والجسد : الجثة وبدن الإنسان والشيء الأحمر كالذهب والزعفران والدم الجاف ، والخوار : صوت البقر كالرغاء لصوت الإبل ، وسقط فى يده وأسقط فى يده (بضم أولهما على البناء للمفعول) أي ندم ، ويقولون فلان مسقوط فى يده وساقط فى يده أي نادم. قال فى العباب وتاج العروس : هذا نظم لم يسمع قبل القرآن ولا عرفته العرب ، وذكرت اليد لأن الندم يحدث فى القلب وأثره يظهر فيها بعضّها أو الضرب بها على أختها كما قال سبحانه فى النادم «فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها» ولأن اليد هى الجارحة العظمى وربما يسند إليها ما لم تباشره كقوله تعالى «ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ».