التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم » (١) التعبير بالدين القيم تأكيد على أن ما هو الفطرة وما هو داخل في تكوين الانسان وتركيبه وفي مسار تاريخه هو الدين القيم يعني ان يكون هذا الدين قيما على الحياة ان يكون مهيمنا على الحياة ، هذه القيمومة في الدين هي التعبير المجمل في تلك الآية عن العلاقة الاجتماعية الرباعية التي طرحت في الآيتين ، في آية « اني جاعل في الارض خليفة » وآية « انا عرضنا الامانة على السماوات والارض » فالدين سنة الحياة والتاريخ ، الدين يدخل فيها بعداً رابعا لكي يحدث تغييرا في كنية هذه العلاقة لا لكي تكون مجرد اضافة عددية.
هذه مفاهيم القرآن الكريم مستخلصة من هذه الآيات عن هذه السنة ، اما كيف نريد ان نتعرف بصورة اوضح وأوسع عن هذه السنة ، عن دور التاريخ كسنة ، عن دور الدين القيم ودور الخلافة والامانة ، عن دور العلاقة الاجتماعية ذات الاطراف الاربعة ، دور الطرف الرابع. ما هو دوره كسنة من سنن التاريخ ، وكيف كان سنة من سنن التاريخ؟ ، وكيف كان مقوما اساسيا لمسار الانسان على الساحة التاريخية؟ لكي نتعرف على
__________________
(١) سورة الروم : الآية (٣٠).