دينيا مستترا مبرقعا تحت شعارات اخرى فهو في جوهره دين وفي جوهره عبادة وانسياق. الا ان هذه الاديان التي تفرزها هذه المثل العليا المنخفضة اديان محدودة تبعا لمحدودية نفس هذه المثل لما كانت هذه المثل مثلا منخفضة ومحدودة قد حولت بصورة مصطنعة الى مطلقات والا هي في الحقيقة ليست الا تصورات جزئية عبر الطريق الطويل الطويل للانسان ، الا أنها حولت الى مطلقات بصورة مصطنعة. اذن هذه المحدودية في المثل تعكس الاديان التي تفرزها فالاديان التي تفرزها هذه المثل او بالتعبير الاخرى الاديان التي يفرزها الانسان من خلال صنع هذه المثل ، ومن خلال عملقة هذه المثل وتطويرها من تصورات الى مطلقات هذه الاديان تكون اديانا محدودة وضئيلة ، وتجزئة وهذه التجزئة في مقابل دين التوحيد الذي سوف نتكلم عنه حينما نتحدث عن مثله الاعلى القادر على استيعاب البشرية بابعادها واديان التجزئة هذه وهذه الالهة ، التي فرزها الانسان بين حين وحين هي التي يعبر عنها القرآن الكريم بقوله « آن هي الا اسماء سميتموها انتم وآباؤكم » (١) فهذه الآلهة التي يفرزها الانسان ، هذا الدين الذي يصنعه الانسان ، وهذا المثل الاعلى الذي هو نتاج بشري ، هذا
__________________
(١) سورة النجم : الآية (٢٣).