عنه القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى « وكذلك جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون الا بأنفسهم » (١). حينئذ يسيطر مجموعة من هؤلاء المجرمين ، يسيطر هتلر والنازية مثلا في جزء من أوروبا لكي يحطم كل ما في أوروبا من خير وكل ما فيها اوروبا من ابداع ، لكي يقضي على كل تبعات ذلك المثل الاعلى الذي رفعه الانسان الاوروبي الحديث والذي تحول بالتدريج الى مثل تكراري ثم تفسخ هذا المثل لكن بقيت مكاسبه في المجتمع الاوروبي. يأتي شخص كهتلر لكي يمزق كل تلك المكاسب ويقضي عليها. الان نصل الى النوع الثالث من المثل العليا وهو الله سبحانه وتعالى. في هذا المثل التناقض الذي واجهناه سوف يحل باروع صورة كنا نجد تناقضا وحاصل هذا التناقض هو ان الوجود الذهني للانسان محدود ، والمثل يجب ان يكون غير محدود فكيف يمكن توفير المحدود وغير المحدود وكيف يمكن التنسيق بين المحدود وغير المحدود. هذا التنسيق سوف نجده في المثل الاعلى الذي هو الله سبحانه وتعالى .. لماذا؟ لان هذا المثل الاعلى ليس من نتاج الانسان ، ليس افرازا ذهنيا للانسان ، بل هو مثل أعلى
__________________
(١) سورة الانعام : الآية (١٢٣).