من ان يرى شيئا آخر غير الله حتى حينما كان يرى الناس ، كان يرى فيهم عبيد الله ، حتى حينما كان يرى النعمة الموفورة كان يرى فيها نعمة الله سبحانه وتعالى دائما هذا المعنى الحرفي ، هذا الربط بالله دائما وابدا يتجسد امام عينه لان محبوبه الاوحد ، ومعشوقه الاكمل ، قبلة آماله وطموحاته ، لم يسمح له بشريك في النظر ، فلم يكن يرى الا الله سبحانه وتعالى. هذه هي الدرجة الثانية نفس التقسيم الثنائي يأتي في حب الدنيا ، الذي هو رأس كل خطيئة على حد تعبير رسول الله (ص) ، حب الدنيا يتخذ درجتين : الدرجة الاولى أن يكون حب الدنيا محورا للانسان ، قاعدة للانسان في تصرفاته وسلوكه يتحرك حينما تكون المصلحة الشخصية في أن يتحرك ويسكن حينما تكون المصلحة الشخصية في أن يسكن ، يتعبد حينما تكون المصلحة الشخصية في أن يتعبد وهكذا ، الدنيا تكون هي القاعدة ، لكن أحيانا أيضا يمكن ان يفلت من الدنيا ، يشتغل اشغال أخرى نظيفة ، طاهرة ، قد يصلي لله سبحانه وتعالى ، قد يصوم لله سبحانه وتعالى ، لكن سرعان ما يرجع مرة أخرى الى ذلك المحور وينشد اليه ، فلتات يخرج بها من اطار ذلك الشيطان ثم يرجع الى الشيطان مرة أخرى ، هذه درجة أولى من هذا المرض