فلأحصل على هذه المرتبة من جاه الدنيا ثم انصرف الى الله ليس الامر كذلك فان أي مقدار تحصل عليه من مال الدنيا ، من مقامات هذه الدنيا الزائلة ، سوف يزداد بك العطش والنهم الى المرتبة الاخرى ، « الدنيا كماء البحر » ، « الدنيا رأس كل خطيئة ». الرسول (ص) يقول : « من أصبح واكبر همه الدنيا فليس له من الله شيء ». هذا الكلام يعني قطع الصلة مع الله ، يعني ان ولائين لا يجتمعان في قلب واحد ، من كان ولاءه للدنيا ، فليس له من الله شيء » ، ليس له صلة مع الله سبحانه وتعالى لان ولائين لا يجتمعان في قلب واحد ، « حب الدنيا رأس كل خطيئة » لان حب الدنيا هو الذي يفرغ الصلاة من معناها ويفرغ الصيام من معناه ويفرغ كل عبادة من معناها ، ماذا يبقى من معنى لهذه العبادات ، اذا استولى حب الدنيا على قلب الانسان ، أنا وأنتم نعرف أن أولئك الذين نآخذهم على ما عملوا مع امير المؤمنين ، اولئك لم يتركوا صلاة ، ولم يتركوا صياما ، ولم يشربوا خمرا ، على الاقل عدد كبير منهم لم يقوموا بشيء من هذا القبيل ، لكنهم مع هذا ما هي قيمة هذه الصلاة ، وما هي قيمة هذا الصيام ، وما هي قيمة العفة عن شرب الخمر اذا كان حب الدنيا هو الذي يملأ