يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكم موعدا » (١). « ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها دابة ولكن يؤخرهم الى أجل مسمى فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون » (٢). « ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم الى أجل مسمى فاذا جاء أجلهم فان الله كان بعباده خبيرا » (٣).
في هاتين الآيتين الكريمتين تحدث القرآن الكريم عن انه لو كان الله يريد ان يؤاخذ الناس بظلمهم وبما كسبوا لما ترك على ساحة الناس من دابة ولا هلك الناس جميعا. وقد وقعت مشكلة في كيفية تصوير هذا المفهوم القرآني حيث ان الناس ليسوا كلهم ظالمين عادة ، فيهم الانبياء ، فيهم الائمة الاوصياء هل يشمل الهلاك الانبياء والائمة العدول من المؤمنين ، حتى ان بعض الناس أستغل هاتين الآيتين لانكار عصمة الانبياء (ع) والحقيقة ان هاتين الآيتين تتحدثان عن عقاب دنيوي لا عن عقاب أخروي ، تتحدث عن النتيجة الطبيعية لما
__________________
(١) سورة الكهف : الآية (٥٨ ـ ٥٩).
(٢) سورة النحل : الآية (٦١).
(٣) سورة فاطر : الآية (٤٥).