قبلكم سنن فسيروا في الارض فانظروا كيف كانت عاقبة المكذبين » (١). تؤكد هذه الآية على السنن وتؤكد على الحق والتتبع لاحداث التاريخ من اجل استكشاف هذه السنن والاعتبار بها ، « ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين ... » (٢). هذه الآية ايضا تثبت قلب رسول الله (ص) ، تحدثه عن التجارب السابقة ، تربطه بقانون التجارب السابقة توضح له ان هناك سنة تجري عليه وتجري على الانبياء الذين مارسوا التجربة من قبله وان النصر سوف يأتيه ولكن للنصر شروطه الموضوعية : الصبر والثبات واستكمال الشروط ، هذا هو طريق الحصول على هذا النصر ، ولهذا يقول « فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى اتاهم نصرنا ، لا مبدل لكلمات الله » اذن هناك كلمة لله لا تتبدل على مر التاريخ هذه الكلمة هي علاقة قائمة بين النصر وبين مجموعة من الشروط والقضايا والمواصفات وضحت في آيات متفرقة وجمعت على وجه الاجمال هنا. اذن فهناك سنة للتاريخ « ... فلما جاءهم نذير ما زادهم الا نفورا
__________________
(١) سورة آل عمران : الآية (١٣٧).
(٢) سورة الانعام : الآية (٣٤).