وعدم جعلها مرتبطة بالصدف ، ان نفس العمليات الغيبية أناطها في كثير من الحالات بالسنة التاريخية نفسها أيضا ، عملية الامداد الالهي بالنص ، الامداد الالهي الغيبي الذي يساهم في كسب النص. هذا الامداد جعله القرآن الكريم مشروطا بالسنة التاريخية ، مرتبطا بظروفها غير منفك عنها وهذه الروح ابعد ما تكون عن ان تكون روحا تفسر التاريخ على أساس الغيب وانما هي روح تفسر التاريخ على أساس المنطق والعقل والعلم وحتى ذاك الامداد الالهي الذي يساهم بالنص ذاك الامداد أيضا ربط بالنسنة التاريخية. قرأنا في ما سبق صيغة من صيغ السنن التاريخية للنص حينما قرأنا قوله سبحانه وتعالى « ... أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا ... » والان تعالوا نتحدث عن الامداد الغيبي لنلاحظ كيف ان هذه الآيات ربطت هذا الامداد الالهي الغيبي بتلك السنة نفسها أيضا : « اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بألف من الملائكة مردفين. وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم » (١). اذن فمن الواضح ان الطابع الرباني الذي يسبقه القرآن الكريم ليس بديلا عن التفسير
__________________
(١) سورة الأنفال الآية (٩ ـ ١٠).