قلنا ان الساحة التاريخية ساحة اهتمامات المؤرخين لا يستوعبها كل التاريخ لان هذه الساحة تشتمل على ظواهر كونية وطبيعية ، فيزيائية وحياتية وفسلجية ايضا. هذه الظواهر تحكمها قوانينها النوعية على الرغم من ان بعض هذه الظواهر ذات اهمية بالمنظار التاريخي. من منظار المؤرخين تعتبر هذه حوادث ذات اهمية لها بعد زمني في امتداد وتيار الحوادث التاريخية ولكنها مع هذا لا تحكمها سنن التاريخ بل تحكمها سننها الخاصة. سنن التاريخ تحكم ميدانا معينا من الساحة التاريخية ، هذا الميدان يشتمل على ظواهر متميزة تميزا نوعيا عن سائر الظواهر الكونية والطبيعية وباعتبار هذا التميز النوعي استحقت سننا متميزة ايضا تميزا نوعيا عن سنن بقية الساحات الكونية. المميز العام للظواهر التي تدخل في نطاق سنن التاريخ هو ان هذه الظواهر تحمل علامة جديدة لم تكن موجودة في سائر الظواهر الاخرى الكونية