من حدود الفرد ، ذا موج يتخذ من المجتمع علة مادية له وبهذا يكون عمل المجتمع.
وفي القرآن الكريم نجد تمييزا بين عمل الفرد وعمل المجتمع ونلاحظ في القرآن الكريم انه من خلال استعراضه للكتب الغيبية الاحصائية تحدث القرآن عن كتاب للفرد وتحدث عن كتاب للامة ، عن كتاب يحصي على الفرد عمله وعن كتاب يحصي على الامة عملها وهذا تمييز دقيق بين العمل الفردي الذي ينسب الى الفرد وبين عمل الامة ، بين العمل الذي له ثلاثة ابعاد والعمل الذي له بعدان ، العمل الذي له بعدان لا يدخل الا في كتاب الفرد واما العمل الذي له ثلاثة ابعاد فهو يدخل في الكتابين. يدخل في كتاب الامة ويعرض على الامة وتحاسب الامة على أساسه. لاحظوا قوله تعالى « وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى الى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون. هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون » (١).
هنا القرآن الكريم يتحدث عن كتاب للامة ، أمة جاثية بين يدي ربها ويقدم لها كتابها ، يقدم لها سجل نشاطها وحياتها التي مارستها كأمة ، هذا العمل الهادف
__________________
(١) سورة الجاثية : الآية (٢٨ ـ ٢٩).