لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها ، في ذلك اليوم يقال انت حاسب نفسك لان هذه الاعمال التي مارستها سوف تواجهها في هذا الكتاب ان تحكم على نفسك بموازين الحق في يوم القيامة في ذلك اليوم لا يمكن لاي انسان ان يخفي شيئا عن الموقف ، عن الله سبحانه وتعالى ، وعن نفسه.
هذا كتاب الفرد وذاك كتاب الامة. هناك كتاب لامة جاثية بين يدي ربها ، وهنا لكل فرد كتاب. هذا التمييز النوعي القرآني بين كتاب الامة وكتاب الفرد تعبير آخر عما قلناه من ان العمل التاريخي هو ذاك العمل الذي يتمثل في كتاب الامة ، العمل الذي له ابعاد ثلاثة بل ان الذي يستظهر ويلاحظ من عدد آخر من الآيات القرآنية الكريمة انه ليس فقط يوجد كتاب للفرد ويوجد كتاب للامة بل يوجد احضار للفرد ويوجد احضار للامة ، هنا احضارات بين يدي الله سبحانه وتعالى الاحضار الفردي يأتي بكل انسان فردا فردا ، لا يملك ناصرا ولا معينا ، لا يملك شيئاً يستعين به في ذلك الموقف الا العمل الصالح والقلب السليم والايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ، هذا هو الاحضار الفردي. قال الله تعالى « ان كل من في السموات والارض الا آت الرحمن عبدا ، لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه