ناحية العامل ما يسميه ارسطو بـ « العلة الفاعلية » ، وبعد من ناحية الهدف ما يسميه ارسطوا بـ « العلة الغائية » ، وبعد من ناحية الارضية وامتداد الموج ما يسمونه بـ « العلة المادية ». هذا العمل ذو الابعاد الثلاثة هو موضوع سنن التاريخ ، هذا هو عمل المجتمع ، لكن لا ينبغي ان يوهم ذلك ما توهمه عدد من المفكرين والفلاسفة الاوربيين من ان المجتمع كائن عملاق له وجود وحدوي عضوي متميز عن سائر الافراد وكل فرد ليس الا بمثابة الخلية في هذا العملاق الكبير ، « هكذا تصور هيجل مثلا » وجملة من الفلاسفة الاوروبيين ، تصورا عمل المجتمع بهذا النحو ، أرادوا أن يميزوا بين عمل المجتمع وعمل الفرد فقال بأنه يوجد عندنا كائن عضوي واحد عملاق هذا الكائن الواحد هو في الحقيقة يلف في احشاءه وتندمج في كيانه كل الافراد. لكل فرد يشكل خلية في هذا العملاق الواحد وهو يتخذ من كل فرد نافذة على الواقع على العالم بقدر ما يمكن ان يجسد في هذا الفرد من قابلياته هو ومن ابداعه هو ، اذن كل قابلية وكل ابداع ، وكل فكر هو تعبير عن نافذة من النوافذ التي يعبر عنها ذلك العملاق الهيجلي ، هذا التصور اعتقد به جملة من الفلاسفة الاوربيين تمييزا لعمل المجتمع عن عمل الفرد