كالحرارة ، اذن لما استطاع الانسان ان يتحكم في هذه الظاهرة ، ان يخلق هذه الظاهرة متى ما كانت حياته بحاجة اليها وان يتفاداها متى ما كانت حياته بحاجة الى تفاديها ، انما كان له هذه القدرة باعتبار ان هذه الظاهرة وضعت في موضع ثابت من سنن الكون وطرح على الانسان القانون الطبيعي من لغة القضية الشرطية فأصبح ينظر في نور لا في ظلام ويستطيع في ضوء هذا القانون الطبيعي ان يتصرف ، نفس الشيء نجده في الشكل الاول من السنن التاريخية القرآنية فان عددا كبيرا من السنن التاريخية في القرآن قد نمت صياغته على شكل القضية الشرطية التي تربط ما بين حادثتين اجتماعيتين او تاريخيتين فهي لا تتحدث عن الحادثة الاولى « انها متى توجد ، ومتى لا توجد » لكن تتحدث عن الحادثة الثانية بأنه « متى ما وجدت الحادثة الاولى ، وجدت الحادثة الثانية ».
قرأنا في ما سبق استعراضا للآيات الكريمة التي تدل على سنن التاريخ في القرآن جملة من تلك الآيات الكريمة مفادها هو السنة التاريخية بلغة القضية الشرطية ، تتذكرون ما قرأناه سابقا « ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم » (١). هذه السنة
__________________
(١) سورة الرعد : الآية (١١).