ولكنها تجيب على هذا التحدي واهم مصداق يعرضه القرآن الكريم لهذا الشكل من السنن هو الدين ، القرآن الكريم يرى أن الدين نفسه سنة من سنن التاريخ ، سنة موضوعية من سنن التاريخ ليس الدين فقط تشريعا وانما هو سنة من سنن التاريخ ولهذا يعرض الدين على شكلين تارة يعرضه بوصفه تشريعا كما يقول علم الاصول ، بوصفه ارادة تشريعية مثلا يقول « شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه » (١).
هنا يبين الدين كتشريع ، كقرار ، كأمر من الله سبحانه وتعالى لكن في مجال آخر يبينه سنة من سنن التاريخ وقانون داخل في صميم تركيب الانسان وفطرة الانسان قال سبحانه وتعالى « فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون » (٢).
هنا الدين لم يعد مجرد قرار وتشريع من أعلى وانما الدين هنا فطرة للناس ،
__________________
(١) سورة الشورى : الآية (١٣).
(٢) سورة النون : الآية (٣٠).