الْمُفْسِدِينَ (٩١) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ (٩٢))
تفسير المفردات
يقال : جاز المكان وجاوزه وتجاوزه : إذا قطعه حتى خلفه وراءه ، ويقال تبعته حتى أتبعته إذا كان قد سبقك فلحقته ، المسلمين : أي المنقادين لأمره ، وننجيك : نجعلك على نجوة من الأرض ، والنجوة : المكان المرتفع من الأرض ، والآية :العبرة والعظة.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر عز اسمه مادار من الحوار بين موسى وفرعون ، وذكر ما أتى به موسى من الحجج والبينات الدالة على صدقه وغلبه لسحرة فرعون ولم يزده ذلك إلا كبرا وعتوّا ، فدعا عليه بالطمس على الأموال والشد على القلوب ، وذكر استجابة الله دعوته ـ قفّى على ذلك بذكر خاتمة القصة وهو ما كان من تأييد الله لموسى وأخيه على ضعفهما وقوة فرعون وقومه ، إذ كانت دولته أقوى دول العالم فى عصره.
الإيضاح
(وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) أي جاوز بنو إسرائيل البحر بمعونته تعالى وقدرته وحفظه وكان آية من آياته لنبيه موسى عليه السلام بفرقه تعالى بهم البحر وانفلاقه لهم ، فلحقهم فرعون وجنوده ظالمين عادين عليهم ، ليفتكوا بهم أو يعيدوهم إلى مصر ليسوموهم سوء العذاب ويجعلوهم