صار ترابا أرضه تأثرت من الدم والعذرة وغيرهما ، إلى غير ذلك ممّا مرّ في الشقّ الأوّل ، وهو ما أجمعوا على مطهّريّته ، فلاحظ وتأمّل ، والله يعلم.
ومنها العجين النجس ، فإنّه يطهر بمجرّد الخبز عند الشيخ في موضع من «النهاية» (١).
والباقون على عدم طهارته به ، ومنهم الشيخ في سائر كتبه (٢) ، حتّى في موضع آخر من «النهاية» (٣) ، بل ربّما كان إجماعا منهم (٤) ، كما ذكر ، ولأنّ «النهاية» أوّل كتاب منه في الفقه والفتوى ، فحصل القطع برجوعه ، فلا يبقى اعتداد بما رجع عنه ، سيّما في جميع كتبه حتّى في «النهاية».
دليل عدم الطهارة ، استصحاب النجاسة وصحيحة ابن أبي عمير عن بعض أصحابه ، قال : ما أحسبه إلّا حفص بن البختري أنّه قيل للصادق عليهالسلام : العجين يعجن من الماء النجس كيف يصنع به؟ قال : «يباع ممّن يستحلّ أكل الميتة» (٥).
ومراسيل ابن أبي عمير في حكم المسانيد ، مع أنّه ممّن أجمعت العصابة ، وممّن لا يروي إلّا عن الثقة (٦).
مع أنّ المظنون عنده أنّه حفص بن البختري الثقة.
فلو كان التعديل من الظنون الاجتهاديّة لكان هذا الحديث صحيحا أيضا.
__________________
(١) النهاية للشيخ الطوسي : ٨.
(٢) المبسوط : ١ / ١٣.
(٣) النهاية للشيخ الطوسي : ٥٩٠.
(٤) انظر! مختلف الشيعة : ١ / ٢٥٢.
(٥) تهذيب الأحكام : ١ / ٤١٤ الحديث ١٣٠٥ ، الاستبصار : ١ / ٢٩ الحديث ٧٦ ، وسائل الشيعة : ١ / ٢٤٢ الحديث ٦٢٨.
(٦) رجال الكشي : ٢ / ٨٣٠ ، عدّة الاصول : ١ / ١٥٤.