وألحق بعضهم الريح بالأخبثين (١) ، لمنافاته لإقبال القلب والاطمينان ، بل كلّ شيء يكون كذلك ، فحكمه كذلك.
قوله : (وإذا كان التأخير). إلى آخره.
قد مرّت الأخبار الدالّة على ذلك ، ومنها التأخير في الحرّ ، لما مرّ في رواية زرارة في الصلاة في القيظ ، حيث قال عليهالسلام : «إذا كان ظلّك مثلك فصلّ الظهر ، وإذا كان ظلّك مثليك فصلّ العصر» (٢).
ولصحيحة معاوية بن وهب عن الصادق عليهالسلام : «كان المؤذّن يأتي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم [في الحرّ] في صلاة الظهر فيقول له الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : أبرد أبرد» (٣).
ولما رواه الصدوق في «العلل» بسنده إلى أبي هريرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إذا اشتدّ الحرّ فأبردوا بالصلاة فإنّ الحرّ من فيح جهنّم» (٤) ، والرواية متضمّنة لعلّة ظاهرة معلومة.
ومثلها ما رواه في «الغوالي» : أنّ خبّاب بن الأرت قال : شكونا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الرمضاء ، فقال : «أبردوا بالصلاة ، فإنّ شدّة الحرّ من فوح جهنّم» (٥).
ولما يظهر من الأخبار الكثيرة ، من رجحان مراعاة عدم ما يشوّش الخاطر ويمنع طمأنينة القلب وإقباله (٦).
__________________
(١) قواعد الأحكام : ١ / ٣٦ ، روض الجنان : ١٨٦.
(٢) وسائل الشيعة : ٤ / ١٤٤ الحديث ٤٧٥٣ مع اختلاف يسير.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٤٤ الحديث ٦٧١ ، وسائل الشيعة : ٤ / ١٤٢ الحديث ٤٧٤٥.
(٤) علل الشرائع : ٢٤٧ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ٤ / ١٤٢ الحديث ٤٧٤٦.
(٥) عوالي اللآلي : ١ / ٣٢ الحديث ٩ و ١٠ ، مستدرك الوسائل : ٣ / ١٤٩ الحديث ٣٢٣٦.
(٦) وسائل الشيعة : ٥ / ٤٧٦ الباب ٣ من أبواب أفعال الصلاة.