سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (١٢))
تفسير المفردات
فى يومين : أي في نوبتين ، والرواسي : الجبال الثوابت ، أقواتها : أي أقوات أهلها ، سواء : أي كاملة لا نقصان فيها ولا زيادة ، للسائلين : أي لطالبى الأقوات المحتاجين إليها ، استوى : أي عمد وقصد نحوها قصدا سويا من قولهم استوى إلى مكان كذا إذا توجه إليه توجها لا يلتفت معه إلى عمل آخر ، دخان : أي مادة غازية أشبه بالدخان ، فقضاهن : أي فرغ من تسويتهن ، أمرها : أي شأنها وما هى مستعدة له واقتضت الحكمة أن يكون فيها ، بمصابيح : أي بكواكب ونجوم ، وحفظا : أي وحفظناها حفظا من الآفات.
المعنى الجملي
بعد أن أمر رسوله بأن يقول للمشركين : إن ما تلقيته بالوحى أن إلهكم إله واحد ، فأخلصوا له العبادة ـ أردف هذا ما يدل على كمال قدرته وحكمته في خلق السموات والأرض على أطوار مختلفة متعاقبة وأكمل لكل منها ما هى مستعدة له ، وزين السماء بالنجوم والكواكب الثوابت والسيارات ، ولا عجب فذلك تقدير العزيز الغالب على أمره ، العليم بكل ما فيهما لا يخفى عليه شىء منهما ، فكيف يسوغ لكم أن تجعلوا الأوثان والأصنام شركاء له ، وليس لها شىء في خلقهما وتقديرهما ، تعالى الله عن ذلك.
الإيضاح
(قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ؟) أي قل أيها الرسول لمشركى قومك توبيخا وتقريعا. كيف تكفرون بالله الذي خلق الأرض التي تقلّكم