قال أبو بكر رضى الله عنه : الاستقامة ألا يشركوا بالله شيئا. وأخرج أحمد وعبد ابن حميد والدارمي والبخاري في تاريخه ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن حبّان عن سفيان بن عبد الله الثقفي «أن رجلا قال : يا رسول الله مرنى بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك ، قال : «قل آمنت بالله ثم استقم» قلت : فما أتّقى؟ فأومأ إلى لسانه» قال الترمذي حسن صحيح.
والخلاصة ـ الاستقامة : الاعتدال في الطاعة اعتقادا وقولا وفعلا مع الدوام على ذلك.
(تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) من عند الله سبحانه بالبشرى التي يريدونها من جلب نفع ، أو دفع ضر ، أو رفع حزن؟ أي بكل ما يعنّ لهم من الشئون الدنيوية والدينية مما يشرح صدورهم ، ويدفع عنهم الخوف والحزن بطريق الإلهام ، كما أن الكفار يغويهم قرناء السوء بتزيين المعاصي وارتكاب الآثام.
قال وكيع : البشرى تكون في ثلاثة مواطن : عند الموت ، وفي القبر ، وعند البعث.
(أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا) أي لا تخافوا مما تقدمون عليه من أمور الآخرة ، ولا تحزنوا على ما فاتكم من أمور الدنيا من أهل وولد ومال.
وقال عطاء : لا تخافوا رد ثوابكم فإنه مقبول ، ولا تحزنوا على ذنوبكم فإنى أغفرها.
(وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) أي ويقال لهم : أبشروا بالجنة التي وعدتم بها على ألسنة الرسل في الدنيا ، فإنكم واصلون إليها ، مستقرون بها ، خالدون في نعيمها.
ثم بشرهم سبحانه بما هو أعظم من هذا كله فقال :
(نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) أي نحن أعوانكم في أمور دنياكم ، نلهمكم الحق ، ونرشدكم إلى ما فيه خيركم وصلاحكم في دنياكم ، وكذلك نكون معكم فى الآخرة ، نؤمّنكم من الوحشة في القبور ، وعند النفخة في الصور ، ويوم البعث والنشور ، ونجاوز بكم الصراط المستقيم ، ونوصلكم إلى جنات النعيم.