عند الغضب ، والحلم عند الجهل ، والعفو عند الإساءة ، فإذا فعل الناس ذلك عصمهم الله من الشيطان ، وخضع لهم عدوهم.
وروى أن رجلا شتم قنبرا مولى علىّ بن أبى طالب ، فناداه علىّ يا قنبر دع شاتمك ، واله عنه ترض الرّحمن ، وتسخط الشيطان.
وقالوا : ما عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه ، ولله در القائل :
وللكفّ عن شتم اللئيم تكرما |
|
أضرّ له من شتمه حين يشتم |
وقال آخر :
وما شىء أحبّ إلى سفيه |
|
إذا سبّ الكريم من الجواب |
متاركة السفيه بلا جواب |
|
أشدّ على السفيه من السبّاب |
وقال محمود الوراق :
سألزم نفسى الصفح عن كل مذنب |
|
وإن كثرت منه لدىّ الجرائم |
فما الناس إلا واحد من ثلاثة |
|
شريف ومشروف ومثل مقاوم |
فأما الذي فوقى فأعرف قدره |
|
وأتبع فيه الحق والحق لازم |
وأما الذي دونى فإن قال صنت عن |
|
إجابته عرضى وإن لام لائم |
وأما الذي مثلى فإن زلّ أو هفا |
|
تفضلت إن الفضل بالحلم حاكم |
وقال آخر :
إن العداوة تستحيل مودة |
|
بتدارك الهفوات بالحسنات |
قال مقاتل : نزلت الآية في أبى سفيان بن حرب كان معاديا للنبى صلّى الله عليه وسلم فصار له وليّا في الإسلام ، حميما بالمصاهرة.
ثم نبه إلى عظيم فضل هذه الطريق بقوله :
(وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا) أي وما يقبل هذه الوصية ويعمل بها إلا الصابرون