(لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي هو حافظ الخزائن ومدبرها ومالك مفاتيحها فله التصرف في كل شىء مخزون فيها.
والخلاصة ـ هو القادر عليهما والحافظ لهما.
أخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عثمان قال : «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله : «لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» فقال لى يا عثمان : لقد سألتنى عن مسألة لم يسألنى عنها أحد قبلك.
«مقاليد السموات والأرض : لا إله إلا الله والله أكبر ، وسبحان الله والحمد لله ، وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن يحيى ويميت وهو حىّ لا يموت بيده الخير وهو على كل شىء قدير» وعلى هذا فالمراد أن هذه الكلمات يوحّد بها ويمجّد وهى مفاتيح خير السموات والأرض ، من تكلم بها أصابه خيرهما.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) أي والذين كفروا بالأدلة التي وضعت في الأكوان وجاءت في القرآن ، دالة على وحدانية الله وعظيم قدرته وبديع حكمته ـ أولئك هم المغبونون حظوظهم من خيرات السموات والأرض ، لأنهم حرموا من ذلك في الآخرة بخلودهم في النار.
ثم أمر رسوله أن يوبخ المشركين على أمره صلّى الله عليه وسلم بعبادة الأصنام والأوثان فقال :
(قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ) أي قل لمشركى قومك الداعين لك إلى عبادة الأصنام والقائلين لك : هودين آبائك : أفتأمروني أيها الجاهلون بعد مشاهدتى الآيات الدالة على تفرده سبحانه وتعالى بالألوهية ـ أن أعبد غيره ، والعبادة لا تصلح لشىء سواه.
روى عن ابن عباس «أن قريشا دعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يعطوه ما لا فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزوجوه ما أراد من النساء ويطئون عقبه (أي يغطون دعوته ويزيلونها) وقالوا هذا لك يا محمد وتكفّ عن شتم آلهتنا ولا تذكرها