بسوء ، قال حتى أنظر ما يأتينى من ربى فنزل : «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ» إلى آخر السورة ، ونزل (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي ـ إلى قوله ـ مِنَ الْخاسِرِينَ)».
وعنه أيضا : إن المشركين من جهلهم دعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى عبادة آلهتهم وهم يعبدون معه إلهه.
ثم بين أنه حذر وأنذر عباده من الشرك بلسان جميع الأنبياء فقال :
(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) أي ولقد نزل عليك الوحى من ربك بأنه إذا حصل منك إشراك به بعبادة صنم أو وثن ليبطلنّ كل عمل لك من أعمال الخير كصلة رحم وبرّ ببائس فقير ولا تنالنّ به ثوابا ولا جزاء ولتكونن ممن خسروا حظوظهم في الدنيا والآخرة ، وأوحى إلى الرسل من قبلك بمثل هذا.
فاحذر أن تشرك بالله شيئا فتهلك ، وهذا كلام سيق على سبيل الفرض والتقدير ، لتهييج المخاطب المعصوم ، وللايذان بشناعة الإشراك وقبحه ، حتى لينهى عنه من لا يكاد يفعله فكيف بغيره؟ والحكم بحبوط عمل المشرك في الآخرة مقيّد بما إذا مات وهو كذلك بدليل قوله في الآية الأخرى : «وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ».
ثم رد عليهم ما أمروه به من عبادة الأصنام وأمره بعبادته وحده فقال :
(بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ) أي لا تعبد ما أمرك به قومك ، بل الله فاعبده دون سواه من الأنداد والأوثان.
(وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) لإنعامه عليك بما هداك إليه من التوحيد والدعاء إلى دينه ، وما اختصك به من الرسالة.
ثم أكد ما سلف بقوله :