ما استوجبه من أجر عمله في الدنيا فينقص منه إن كان محسنا ، ولا يحمل على مسىء إثم ذنب لم يعمله.
روى مسلم عن أبى ذر رضى الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه «يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ـ إلى أن قال ـ يا عبادى إنما هى أعمالكم أحصيها عليكم ، ثم أوفّيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله تبارك وتعالى ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه».
ثم بين سبحانه أنه يصل إلى الخلق في ذلك اليوم ما يستحقون بلا إبطاء فقال :
(إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) أي إن الله سريع حسابه لعباده على أعمالهم التي عملوها في الدنيا ، فيحاسب الخلائق كلهم كما يحاسب نفسا نفسا واحدة ، لإحاطة علمه بكل شىء ، فلا يعزب عنه مثقال ذرة.
أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود قال : «يجمع الله الخلق كلهم يوم القيامة بصعيد واحد بأرض بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يعص الله فيها قط ، فأول ما يتكلم أن ينادى مناد لمن الملك اليوم ـ إلى قوله الحساب».
ونحو الآية قوله : «ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ» وقال : «وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ».
(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (١٨) يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩) وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٢٠))