تفسير المفردات
يوم الآزفة : يوم القيامة وسميت بذلك لقربها ؛ يقال أزف السفر : أي قرب ، قال :
أزف الترحّل غير أنّ ركابنا |
|
لما تزل برحالنا وكأن قد |
والحناجر : واحدها حنجرة أو حنجور كحلقوم لفظا ومعنى ، وهى لحمة بين الرأس والعنق ، كاظمين : أي ممسكين أنفسهم على قلوبهم لئلا تخرج ، والحميم : القريب ، خائنة الأعين : يراد بها النظر إلى ما لا يحل ، ما تخفى الصدور : أي ما تكتمه الضمائر.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر فيما سلف أن الأنبياء ينذرون الناس بيوم التلاقي ـ أعقب ذلك بذكر أوصاف هائلة تصطك منها المسامع ، وتشيب من هولها الولدان لهذا اليوم المهيب.
الإيضاح
(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ) أي وأنذر أيها الرسول مشركى قومك يوم القيامة ، ليقلعوا عن قبيح أعمالهم ، وذميم معتقداتهم التي يستحقون عليها شديد العذاب ، ذلك اليوم الذي يعظم فيه الخوف حتى ليخيل أن القلوب قد شخصت من الصدور ، وتعلقت بالحلوق ، فيرومون ردها إلى مواضعها من صدورهم ، فلا هى ترجع ولا هى تخرج من أبدانهم فيموتوا.
ثم بين أنه لا ينفع الكافرين في ذلك اليوم أحد فقال :
(ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) أي ليس للذين ظلموا أنفسهم بالشرك بالله قريب ينفعهم ، ولا شفيع تقبل شفاعته لهم ، بل تقطعت بهم الأسباب من كل خير.