ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ (٢٩))
تفسير المفردات
الرجل المؤمن : هو ابن عم فرعون وولىّ عهده وصاحب شرطته وهو الذي نجامع موسى وهو المراد بقوله : «وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى» ، والبينات : هى الشواهد الدالة على صدقه ، والمسرف : المقيم على المعاصي المستكثر منها ، والكذاب : المفترى ، ظاهرين : أي غالبين عالين على بنى إسرائيل ، ما أريكم إلا ما أرى : أي ما أعلمكم إلا ما أعلم من الصواب.
المعنى الجملي
بعد أن حكى عن موسى أنه مازاد حين سمع مقالة فرعون الداعية إلى قتله ، على أن استعاذ بالله من شره ـ أردف ذلك بيان أن الله قيّض له من يدافع عنه من آل فرعون أنفسهم ويذبّ عنه على أكمل الوجوه وأحسنها ، ويبالغ في تسكين تلك الفتنة ، ويجتهد فى إزالة ذلك الشر.
الإيضاح
(وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ ، أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ؟) أي وقال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه منهم خوفا على نفسه : أينبغى لكم أن تقتلوا رجلا ما زاد على أن قال : ربى الله وقد جاءكم بشواهد دالة على صدقه؟ ومثل هذه المقالة لا تستدعى قتلا ولا تستحق عقوبة فاستمع فرعون لكلامه ، وأصغى لمقاله وتوقف عن قتله ، قال ابن عباس : لم يكن في آل فرعون مؤمن غيره وغير امرأة فرعون وغير المؤمن الذي قال : «إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ».