الناس» (١) ، لكن لا تنافي الكراهة.
وأمّا النوم في سائر المساجد ؛ فقيل بكراهته أيضا ، والقائل العلّامة في «المنتهى» ، والشهيد في «الذكرى» ، وغيرهما (٢).
ودليله ما مرّ من العلل في الأخبار من أنّها لغير هذا بنيت (٣) ، وظهر من هذه الأخبار عدم كراهيّته ، ويمكن التخصّص ، أو الحمل على تفاوت مراتب الكراهة ، أو أنّه ترك الأولى.
ويمكن الفرق بين النوم الذي يأخذ الجالس لا لقصده ، والنوم عمدا ، فتأمّل!
أو الذي له موضع ينام فيه فيكره أن ينام فيه ، بخلاف الغرباء الذين ليس لهم مأوى ينامون فيه ، فتأمّل جدّا!
وأمّا الدخول مع رائحة الثوم وغيره من المؤذيات روائحه ؛ فلأنّه يؤذي المسلمين ، بل الملائكة أيضا ، ولما روى أبو بصير ، عن الصادق عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «من أكل شيئا من المؤذيات ريحها ، فلا يقرّبن المسجد» (٤). إلى غير ذلك من الأخبار.
بل ورد في أكل الثوم عن أحدهما عليهماالسلام أنّه قال : «أعد كلّ صلاة صلّيتها ما دمت تأكله» (٥).
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٣٦٩ الحديث ١٠ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٥٨ الحديث ٧٢٠ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٢١٩ الحديث ٦٣٧٧.
(٢) منتهى المطلب : ٦ / ٣٢٤ ، ذكرى الشيعة : ٣ / ١٢٦ ، النهاية للشيخ الطوسي : ١٠٩ ، الجامع للشرائع : ١٠٢.
(٣) وسائل الشيعة : ٥ / ٢١٧ الحديث ٦٣٧٢ ، ٢١٨ الحديث ٦٣٧٤ ، ٢٣٥ الحديث ٦٤٢٥.
(٤) تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٥٥ الحديث ٧٠٨ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٢٢٧ الحديث ٦٤٠٣.
(٥) تهذيب الأحكام : ٩ / ٩٦ الحديث ٤١٩ ، الاستبصار : ٤ / ٩٢ الحديث ٣٥٢ ، وسائل الشيعة : ٢٥ / ٢١٦ الحديث ٣١٧٢٥.