روي ذلك بطريق فيه محمّد بن سليمان الديلمي الضعيف عن قريب ، عن ابن أبي يعفور عن الصادق عليهالسلام إنّه كان عنده إذ دخل عليه رجل من الخزازين ، فقال : جعلت فداك ؛ ما تقول في الصلاة في الخزّ؟ فقال : «لا بأس بالصلاة فيه» ، فقال له الرجل : جعلت فداك ؛ إنّه ميّت وهو علاجي وأنا أعرفه ، فقال له الصادق عليهالسلام : «أنا أعرف به منك» ، فقال له الرجل : إنّه علاجي وليس أحد أعرف به منّي.
فتبسّم الصادق عليهالسلام ثمّ قال له : «أتقول إنّه دابّة تخرج من الماء أو تصاد من الماء فتخرج فإذا فقد الماء مات»؟ فقال الرجل : صدقت جعلت فداك ، هكذا هو ، فقال له الصادق عليهالسلام : «فإنّك تقول : إنّه دابّة تمشي على أربع وليس هو على حدّ الحيتان فتكون ذكاته خروجه من الماء» ، فقال الرجل : اي والله ؛ هكذا أقول ، فقال له الصادق عليهالسلام : «فإنّ الله أحلّه وجعل ذكاته موته كما أحلّ الحيتان وجعل ذكاتها موتها» (١).
وفي «المعتبر» ضعّفها بمحمّد بن سليمان ، وبمخالفتها لما اتّفقوا عليه ، من أنّه لا يؤكل من حيوان البحر إلّا السمك الذي له فلس. ثمّ قال : وحدّثني جماعة من التجّار أنّه الفندس ، ولم أتحقّقه (٢).
وعن «الذكرى» عن بعض أنّه كلب الماء ، وأنّه لعلّه ما يسمّى في زماننا بمصر وبر السمك ، وهو مشهور هناك (٣).
أقول : الرواية المذكورة ، وإن كانت ضعيفة ، إلّا أنّه رواها في «الكافي» ، فهي صحيحة عنده على اليقين.
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٣٩٩ الحديث ١١ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٢١١ الحديث ٨٢٨ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٣٥٩ الحديث ٥٣٩٠.
(٢) المعتبر : ٢ / ٨٤.
(٣) ذكرى الشيعة : ٣ / ٣٦.