لا يتأمّل أحد من المسلمين في فساد هذه الصلاة بعنوان اليقين.
وكذلك الحال بالنسبة إلى من صلّى خارج الحرم ، مع قطعه بأنّه لا يستقبل المسجد والكعبة ، بل يصلّي إلى جهة اخرى.
بل الكفّار قاطعون بكون الكعبة هي القبلة ، فضلا عن المسلمين ، فكيف يرضون بالصلاة المذكورة؟ وما أظنّ أنّ الخصم أيضا يرضى بهذه الصلاة ، كما ستعرف.
على أنّه هذا ، كيف يصنع بالآية الواضحة الدلالة ، والأخبار المتواترة في كون الكعبة هي القبلة بعد بيت المقدس (١) ، وأنّها قبلة من تخوم الأرض إلى أعنان السماء (٢)؟ إلى غير ذلك.
وأمّا أنّ جهتها قبلة البعيد ؛ فلقوله تعالى (شَطْرَهُ) (٣) ، والشطر : الجهة والجانب والناحية ، والضمير فيه وإن كان راجعا إلى المسجد ، إلّا أنّ المراد منه الكعبة ، لأنّه ليس قبلة ، كما عرفت ، بل صيرورته قبلة من جهة الكعبة.
وورد في كثير من الأخبار : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حوّل إلى الكعبة ، بعد نزول الآية المذكورة ، وتحويله عن بيت المقدس ، وكذلك حوّل أصحابه (٤) ، منها ما مرّ ، وما سيجيء.
ومنها ؛ كالصحيحة للحلبي ، عن الصادق عليهالسلام أنّه سأله : هل كان يصلّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى بيت المقدس؟ .. إلى أن قال عليهالسلام «حتّى حوّل إلى الكعبة» (٥).
__________________
(١) راجع! وسائل الشيعة : ٤ / ٢٩٧ الباب ٢ من أبواب القبلة.
(٢) لاحظ! وسائل الشيعة : ٤ / ٣٣٩ الباب ١٨ من أبواب القبلة.
(٣) البقرة (٢) : ١٥٠.
(٤) لاحظ! وسائل الشيعة : ٤ / ٢٩٧ الحديث ٥٢٠٠ ، ٣٠٠ الحديث ٥٢٠٩ و ٥٢١٠.
(٥) الكافي : ٣ / ٢٨٦ الحديث ١٢ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٢٩٨ الحديث ٥٢٠٢.