وأنّه يصلّي لأربع وجوه (١) ، وستعرف ذلك.
وكذا استدلاله بما بين المشرق والمغرب ، إذ كثيرا ما كان ما بينهما دبر القبلة.
مع أنّ التوسعة إلى هذا القدر ، خلاف الإجماع والأخبار ، بل خلاف الضرورة من الدين ، كما لا يخفى.
نعم ؛ ذلك القدر قبلة الناسي والخاطئ ، كما ستعرف ، على أنّ لفظ «الشطر» معناه خفي غاية الخفاء ، معركة للآراء يرجع فيه إلى اللغة ونحوه ، كما لا يخفى على من لاحظ «التهذيب» ونحوه (٢) ، وعرف طريق استدلاله (٣) فيه. وأيّ فرق بينه وبين الرجوع إلى علامات الهيئة ، لمعرفة الشطر والجهة.
على أنّ للأصحاب اختلافا كثيرا في معرفة الجهة ، ربّما لا يسلم واحد منها من الخلل ، مع أنّ الكلّ اتّفقوا على أنّ فرض البعيد رعاية العلامات المقرّرة ، والتوجّه إلى السمت الذي عيّنته تلك العلامات ، فإذن معرفة الجهة منوطة بتلك العلامات ، ولذا ، قال المصنّف : ويعرف سمت القبلة باستعمال قوانين الهيئة.
ثمّ اعلم! أنّ طريق استعلام القبلة من الدائرة الهنديّة أنّه بعد تسوية الأرض ، وترسيم الدائرة ، واستخراج الخطّين القاسمين لها أرباعا ، أن يقسم كلّ ربع تسعين قسما متساوية.
قوله : (لأهل اليمن).
أقول : جعل بعض الأصحاب قبلة اليمن في مقابلة قبلة الشام (٤).
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٢٨٦ الحديث ١٠ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٣١١ الحديث ٥٢٣٨ و ٥٢٣٩.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ٤٢ ، التبيان : ٢ / ١٤ و ١٥ ، فقه القرآن : ١ / ٩٠.
(٣) في (ز ٣) : استدلال الفقهاء.
(٤) الألفيّة والنفليّة : ٥٣.