سؤاله عن حاله في الكوفة.
بل ربّما يقرب في الظنّ أنّهم كانوا يعتمدون على قبلة مسجد الكوفة ، وغيرها من المساجد المعروفة في زمان أمير المؤمنين عليهالسلام ، وعلى ما ظهر شياعا من طريقته عليهالسلام وطريقة الحسنين عليهماالسلام والصحابة.
فربّما كان سؤاله عن حاله في السفر ، وسيّما سفر المدينة ومكّة ، ومعلوم كون القبلة حينئذ نقطة الجنوب واقعا أو تقريبا ، لما عرفت من سعة الجهة عرفا ولغة جزما ، لكن الظاهر من عدم استفصاله في مقام سؤاله ، كون أسفار الكوفة كلّها ، كما ذكر.
وأمّا ما نقلنا عن الصادق عليهالسلام مرسلا ، فصريح في وروده في السفر حيث سأل عنه عليهالسلام : أكون في السفر ولا أهتدي إلى الكعبة؟ فأمره بجعل الجدي على يمينه ، وأنّه إذا كان في طريق الحجّ يجعله بين كتفيه (١). فهو مجمل يحتاج إلى التفسير.
فما نقل عن بعض الفضلاء ، من أنّ قبلة مسجد الكوفة يساعد ما ذكره الشهيد الثاني وموافقوه (٢) ، فيه ما فيه ، فتأمّل!
على أنّ ما ذكرنا عن الجماعة أيضا ، ليس فيه الضيق بحيث يضرّه حركة الجدي ، لأنّه غاية ما يبعد عن نقطة الجنوب ، لا يصل قدر شبر ، بل وأنقص منه كثيرا على ما يظن ، فتأمّل!
قوله : (لأهل المشرق كعراق).
ليس مراده من أهل المشرق معناه المصطلح عليه الإضافي ، إذ كلّ بلد واقع في شرق الأرض بالنسبة إلى بلد أهله ، أهل المشرق بالإضافة إليه.
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٨١ الحديث ٨٦٠ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٣٠٦ الحديث ٥٢٢٤ نقل بالمعنى.
(٢) لم نعثر عليه في مظانّه.